نتوقع أن يواصل الذكاء الاصطناعي دوره في تحسين هوامش الأرباح ونمو الإيرادات مع زيادة تأثير التكنولوجيا في حياتنا. نعتقد أن دورها سيتجاوز تقنيات أخرى أحدثت تغييرات كبيرة في الماضي، مثل الإنترنت والهواتف المحمولة والحوسبة السحابية. ستمتد المكاسب إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا، حيث ستنال جميع القطاعات حظاً من تحسينات الإنتاجية مع تبني الصناعات الأخرى ممارسات أعمال جديدة. نوصي بالتركيز على الأسهم الأميركية ذات رؤوس الأموال الكبيرة لعام 2025.
الذكاء الاصطناعي قد يكون خيالياً وأكبر مما نتصور. ما يُعرف بـ”الشركات المزودة للبنى التحتية الضخمة والقابلة للتوسع” (hyperscalers)، مثل “ألفابت” و”أمازون” و”ميتا” و”مايكروسوفت”، تنفق حوالي نصف ميزانيات رأس المال على التكنولوجيا والنصف الآخر على شراء الأراضي وبناء مراكز بيانات قريبة من مصادر طاقة موثوقة، وتوقع عقوداً طويلة الأجل مع موردي الطاقة. هذا يوفر فرصاً استثمارية لسنوات مقبلة.
خفض تكاليف البرمجيات والتكنولوجيا
لطالما كانت البرمجيات واحدة من أكبر النفقات عند تأسيس مشروع جديد. فتطوير تطبيق جوال قد يكلف ما بين 30,000 إلى 300,000 دولار، بينما توظيف فريق تطوير داخلي يتطلب رواتب مرتفعة وتكاليف صيانة مستمرة. حتى الاستعانة بمصادر خارجية لتطوير البرمجيات قد يصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.
لكن هناك حلول لتجاوز هذه العقبات، ومنها منصات تطوير البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تتيح إنشاء تطبيقات بتكلفة أقل بكثير من الطرق التقليدية. على سبيل المثال، توفر منصة “SoftMine” حلاً بديلاً من خلال أتمتة أجزاء كبيرة من عملية البرمجة، مما يمكن رواد الأعمال والمستقلين من تطوير تطبيقات متكاملة من دون الحاجة إلى فريق تطوير متخصص.
تساعد أتمتة البرمجة وتصحيح الأخطاء والاختبار في خفض تكاليف المشاريع بشكل كبير، مما يسمح للشركات الناشئة بإدارة ميزانياتها بكفاءة. فبدلاً من إنفاق ميزانيات ضخمة على دورات التطوير الطويلة، يمكن التركيز على تحسين الأفكار وتقديم تجربة مستخدم أفضل.
خفض النفقات وزيادة الدخل بفضل الذكاء الاصطناعي
للمستقلين وأصحاب المشاريع الصغيرة الذين يعملون بميزانيات محدودة، توفر الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد المالية، مثل:
– خفض تكاليف التأسيس: تساعد المنصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في تقليل نفقات التطوير البرمجي.
– إطلاق المنتجات بسرعة أكبر: تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات التطوير، مما يتيح اختبار الأفكار والتكيف مع السوق بشكل أسرع.
– زيادة الربحية: مع انخفاض التكاليف الأولية، يمكن لرواد الأعمال تخصيص المزيد من الموارد لاكتساب العملاء والتسويق.
– تقليل المخاطر المالية: وجدت دراسة أجرتها “CB Insights” أن 38% من الشركات الناشئة تفشل بسبب نفاد رأس المال، غالبًا بسبب الإنفاق الزائد على تطوير المنتجات. يمكن أن تساعد الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في ضبط التكاليف، مما يقلل من هذه المخاطر.
توفير فرص متكافئة لرواد الأعمال
لطالما كانت الشركات الكبرى تتمتع بميزة تنافسية في تطوير البرمجيات، بفضل ميزانياتها الضخمة وفِرقها التقنية المتخصصة.
ولكن الذكاء الاصطناعي يُغيّر هذه المعادلة، حيث يمنح رواد الأعمال الصغار والمستقلين إمكانية الوصول إلى أدوات متقدمة تنافس الشركات الكبرى. سواء كان الأمر متعلقًا ببناء موقع إلكتروني أو تطوير تطبيق أو تحسين سير العمل، فإن حلول الذكاء الاصطناعي تجعل البرمجيات عالية الجودة في متناول الجميع.
استثمار ذكي في ما يهم حقًا
أحد أفضل القرارات المالية التي يمكن أن يتخذها رواد الأعمال هو التركيز على النمو بدلًا من الإنفاق الزائد على تطوير البرمجيات. بدلاً من استنزاف رأس المال في مشاريع برمجية باهظة، من الأفضل توجيه الاستثمارات نحو:
– التسويق وتنمية قاعدة العملاء لضمان تحقيق إيرادات بسرعة.
– اختبار المنتجات وتحسينها لضمان ملاءمة المنتج للسوق.
– توسيع نطاق العمل والاستعداد للنمو المستدام.
ريادة الأعمال في متناول الجميع
سيظل التطوير البرمجي التقليدي موجودًا، لكنه لم يعد الخيار الوحيد. فالمنصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تقدم بديلًا فعالًا من حيث التكلفة، مما يسمح لرواد الأعمال بالابتكار دون عبء مالي ثقيل.
إذا كنت تفكر في بدء مشروعك الخاص، فإن الفرصة الآن مثالية. يعمل الذكاء الاصطناعي على جعل تطوير البرمجيات أكثر توفيرًا وفعالية وسهولة، مما يزيل واحدة من أكبر العقبات أمام رواد الأعمال. ومن خلال الاستفادة من هذه الأدوات الذكية، يمكنك السيطرة على مستقبلك المالي، وبناء مشروع ناجح، وتحقيق الاستقلال المالي المستدام.
في الولايات المتحدة، تتمثل أفضل فرصة للحد من غياب المساواة في تحسين مستوى التعليم، لا سيما التأكد من نجاح الطلاب في مادة الرياضيات. تشير الأدلة إلى أن امتلاك مهارات الرياضيات الأساسية يهيئ الطلاب للنجاح، بغض النظر عن المهنة التي يختارونها، ولكن مستوى التحصيل الدراسي في الرياضيات يتراجع في مختلف أنحاء البلاد، خصوصاً بالنسبة إلى الطلاب من العرق الأسود وذوي الأصول اللاتينية وأصحاب الدخل المنخفض. والذكاء الاصطناعي قادر على المساهمة في قلب هذا النازع رأساً على عقب [تغيير منحى الأمور].
أما تغير المناخ فهو مشكلة أخرى [أمام البشرية]، وأراني مقتنعاً بأن في مستطاع الذكاء الاصطناعي أن يجعل العالم مكاناً أكثر إنصافاً. يتجسد الظلم الناجم عن تغير المناخ في أن السكان الذين يكابدون تبعاته أكثر من غيرهم، أي الأشد فقراً في العالم، قد تركوا البصمة الأقل في الأزمة [مساهمتهم في التسبب فيها لا تذكر]، ما زلت أفكر وأتعلم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في حل هذه المشكلة، ولكن لاحقاً في هذا المقال سأقترح بعض المجالات ذات الإمكانات الكبيرة.
باختصار، أنا متحمس جداً لأثر الذكاء الاصطناعي في [حل] المشكلات التي تشغل “مؤسسة غيتس”، وسيكون في جعبة المؤسسة الكثير لتقوله عن الذكاء الاصطناعي في الأشهر المقبلة. لا بد من أن يحرص العالم على أن يستفيد الجميع – وليس الأثرياء فقط – من الذكاء الاصطناعي. سيكون على الحكومات ومؤسسات العمل الخيري الاضطلاع بدور رئيس في الحرص على أن يحد هذا الذكاء من غياب المساواة وألا يذكيها. إنها المهمة الرئيسة في عملي المتعلق بالذكاء الاصطناعي.
أي تكنولوجيا مربكة جديدة من شأنها أن تبث شعوراً بالقلق في نفوس الناس، ويبدو ذلك صحيحاً لا ريب بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي. وأتفهم السبب [ما وراء ذلك] – يثير الذكاء الاصطناعي أسئلة صعبة حول القوى العاملة والنظام القانوني والخصوصية والتحيز، وغيرها. ترتكب أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضاً أخطاء تتعلق بالوقائع وتواجه هلوسات. قبل أن أقترح بعض السبل للتخفيف من المخاطر، سأحدد ما أعنيه بالذكاء الاصطناعي، وسأخوض في مزيد من التفاصيل حول سبل عدة ستساعد في تمكين الموظفين في العمل، وإنقاذ الأرواح، وتحسين مستوى التعليم.